الخصائص
العامة للإسلام:
الربانية والشمول
نصوص الانطلاق:
قال
الله تعالى:
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ
الَّذِي خَلَقَ©خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ©اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ©الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ©عَلَّمَ الْإِنسَانَ
مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾.
(سورة العلق، الآيات 1 - 5).
قال
تعالى:
﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ
وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾.
(سورة الأعراف، الآية 3).
قال تعالى:
﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ
بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ
يُحْشَرُونَ﴾.
( سورة الأنعام،
الآية 38).
عَنْ
أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوهَا وَحَدَّ حُدُودًا
فَلَا تَعْتَدُوهَا، وَحَرَّمَ أَشْيَاءَ فَلَا تَنْتَهِكُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ
أَشْيَاءَ رَحْمَةً بِكُمْ مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ فَلَا تَبْحَثُوا عَنْهَا".
(رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ).
|
وضعية الانطلاق:
توثيق النصوص:
أ - التعريف بسورة العلق:
سورة العلق مكية من المفصل، عدد آياتها 19 أية، ترتيبها 96 في المصحف الشريف،
وهي أول ما نزل من القرآن الكريم، بدأت بفعل أمر "اقرأ" والسورة بها
سجدة في الآية رقم 19، تسمى أيضا "سورة اقرأ"، يدور محور السورة حول
موضوع بدء نزول الوحي على خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، وطغيان الإنسان
بالمال و تمرده على أوامر الله، وقصة الشقي أبي جهل ونهيه الرسول صلى الله عليه
وسلم عن الصلاة.
ب - التعريف بسورة الأعراف:
سورة لأعراف مكية ما عدا الآيات من 163 إلى 170 فهي مدنية، وهي من السور الطول،
عدد آياتها 206 آية، وهي السورة السابعة في ترتيب المصحف الشريف، نزلت بعد سورة
"ص" تبدأ السورة بحروف مقطعة "المص"، سميت هذه السورة بسورة
الأعراف لورود ذكر اسم الأعراف فيها وهو سور مضروب بين الجنة والنار يحول بين
أهلهما، سورة الأعراف من أطول السور المكية وهي أول سورة عرضت للتفضيل في قصص
الأنبياء ومهمتها كمهمة السورة المكية تقرير أصول الدعوة الإسلامية من توحيد الله
جل وعلا وتقرير البعث والجزاء وتقرير الوحي والرسالة.
ج – التعريف براوي الحديث:
أبو ثعلبة الخشني، منسوب إلى خُشين، وهو بطن من قضاعة، مشهور بكنيته، واختلف
في اسمه واسم أبيه، فقال ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) هو جرثوم بن عمرو،
وقيل: جرثوم بن ناشر، وقيل غير هذا، كان ممن بايع تحت الشجرة، وأرسله رسول الله
إلى قومه فأسلموا، وكان من عباد الصحابة، نزل الشام، مات بالشام في خلافة معاوية، وقيل:
إنه توفي سنة خمس وسبعين في ولاية عبد الملك بن مروان.
الشرح اللغوي والاصطلاحي:
o
الصمد: أي المقصود في
جميع الحوائج، لأنه الكامل في أسمائه وصفاته السيد في ملكه.
o
كفؤا: نفي الشبيه
والمثيل والنظير عن الله في أسمائه وصفاته وأفعاله .
o
يستحيل: انقلاب الشيء عن
حاله وهنا معناه ينتفي.
o
الضد: مطلق المنافي.
والضدان شيئان موجودان مختلفان مطلقا لا يجتمعان معا وقد يرتفعان معا.
استخلاص مضامين النصوص:
ü تقرير الوحي
الإلهي وإثبات النبوة لسيدنا محمد ﷺ.
ü التنويه بشأن
الكتابة والخط بالقلم إذ هما مفتاح العلوم وبيان منزلة العلم والعلماء في الإسلام.
ü وجوب إتباع
الوحي وحرمة إتباع ما يدعو إليه أصحاب الأهواء.
التحليل والإيضاح:
المقصود بالخصائص العامة للإسلام:
الخصائص: جمع خاصية وهي كل وصف ومميز ينفرد به الشيء، وخصائص الإسلام:
هي أوصافه ومميزاته التي ينفرد بها ويتميز بها على غيره من الأديان والمذاهب
الأخرى أهمها:
ü الربانية.
ü الشمول.
ü العالمية.
ü التوازن
والاعتدال.
ü التجديد
والانفتاح على القضايا المعاصرة.
أ - الربانية: نسبة
إلى الرب سبحانه، أي أن شريعة الإسلام هي منزلة من عند الله سبحانه وتشريعه للناس
جميعا وليست من وضع الإنسان المتصف بالعجز والنقص (وانه لتنزيل رب العالمين)، فالإسلام
رباني مصدرا ومنهجا، غاية ووجهة.
ب - الشمول: أي
إحاطة أحكامه وتشريعاته بكل مجالات الحياة للفرد والجماعة، وهو شمول يستوعب الزمان
كله والحياة كلها وكيان الإنسان كله، قال تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شيء).
تجليات الشمول:
ومما يتجلى فيه هذا الشمول ما يلي:
ü العقيدة: فهي
شاملة من أي جانب نظرت إليها.وتنبثق من شهادة التوحيد.
ü العبادات:
بأنواعها البدنية والمالية والروحية.
ü الاجتماع:
والمتمثل في أحكام الأسرة منذ النشأة إلى النهاية.
ü السياسة:
والمتمثلة في وضع الأسس للدولة الإسلامية وعلاقتها مع غيرها، والعلاقة بين الحاكم
والمحكوم ...
ü القضاء: حيث
اشتمل الإسلام على أسس الحكم بين الناس عند التنازع والاعتداء، القائمة على العدل
والإنصاف.
ü الإدارة: من
خلال مجموعة من الأحكام والتشريعات التي تهتم بتدبير المصالح الإدارية وإدارة
مختلف مرافق الدولة.
ü الاقتصاد
والمال: حيث يعتبر الإسلام المال من الضروريات الخمس التي يجب المحافظة عليها،
والقرآن والسنة مليئان بالنصوص التي تتحدث عن المال ودوره و ...
أهمية خاصيتي الربانية والشمول:
ويتجلى ذلك فيما يلي:
ü كمال الدين
الإسلامي: لأن مصدره الله سبحانه المتصف بكل كمال.
ü خلوده ودوامه:
إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ü تحقيق العدل
المطلق للبشرية: لأنه حق نزل من عند الحق سبحانه.
ü اشتماله على
مصالح الأنام: في العاجل والأجل ولو لم تظهر لنا أحيانا.
ü الرحمة
للعالمين: لأنه سبحانه أرحم بخلقه من الأم بولدها.
ü كونه بصيرة
وهداية: للطريق المستقيم.
ü استيعابه
واشتماله على جميع قضايا الإنسان والكون غيبا وشهادة ما نعلم وما لم معلم.
وسائل تحصيل معانيهما في النفوس:
الإسلام دين عبادة وعمل عقيدة وشريعة، لذلك نجده يسعى بكل الوسائل إلى
غرس القيم في النفوس أولا، ثم الانتقال إلى التطبيق والممارسة ثانية، ومن وسائله
في تحقيق ذلك هناك:
ü طريق العبادات:
المختلفة المفروضة منها والمندوبة.
ü الآداب:
المختلفة على مستوى الفرد والجماعة والدولة.
ü التربية
والتكوين: انطلاقا من الأسرة والمسجد والمدرسة وإيجاد البيئة الصالحة النظيفة.
ü الإعلام
والتوجيه والتثقيف الشعبي العام: بوسائله المختلفة إذا أحسن توظيفها وتوجيهها ...
ü التشريع
والتقنين: لحماية الإسلام وأتباعه.
ü حماية الدعوة
الإسلامية: لتحقيق الدولة الإسلامية القوية المطبقة لشرع الله في كل مجالات
الحياة.
ü مؤسسة الحسبة
ونظامها جزء لا يتجزأ من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ü المساجد: لها
دور كبير في التربية والتوجيه من خلال الخطب والدروس والمواعظ التي تقام بها.
وأحكام الإسلام لا تتوقف عند هذا الحد بل تتعدى إلى كل مجالات الحياة
المختلفة.
من ثمرات خاصيتي الربانية والشمول:
لهاتين الخاصيتين في نفس الإنسان وحياته ثمرات وآثار كثيرة منها ما
يلي:
ü معرفة الإنسان
غاية وحكمة وجوده المتمثلة في عبادة الله.
ü الاهتداء إلى
الفطرة التي فطر الله عليها جميع الناس.
ü التحرر من الانسياق
وراء الشهوات والغرائز وأنانية النفس.
ü قبول تشريعات
الإسلام والإذعان لها دون أي تردد.
ü سلامة نفس
الإنسان من التمزق والصراع الداخلي بالاعتصام بالله.
اطمئنان العباد إلى رحمة الله وشرعه الرحيم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق